كيف النوى يقدر ينسى العيون؟ يتسائل الفيصل ويجيب رضوان قائلًا: لا، لم ينسى النوى العيون، وكيف للنوى أن ينسى العيون، ولمعان العيون؟ أو كيف ينثني الهدب من نهايات الجفون؟ إذًا لا، لا تهون المحبة، ولكن قد يتوه المحب، في الدنيا أو في رأسه، فيتعثر. الوجه مبهم وتظهر أمارات التلعثم عندما ينطق اسم وجهته، يضرب الأشجار غافلًا عن الثعبان، أو ليس بغافل بل بإدراكٍ مشوش. يسلك دروبًا مغايرة معاكسة، يركب القطار في الإتجاه المعاكس ثم يقطع تذكرة العودة في إتجاهٍ ثالث وما بينهما يتوقف في حانة يتمتم فيها حقيقة أمره ثم ينتكس سرعان ما يزول تأثير السم.
الليل أشد ظُلمةً قبيل الفجر، تنقشع الغمامة فتظهر اليافطة بوضوح ثم يحل الليل فيضل سواء السبيل، ثم تظهر مجددًا فيتتبع خطواته، يتقدم ميلًا في طريق الألف ميل، وقد يميل عنه ويحيد، ثم يرجع.
كل هذا وأسوأ وأضل، ولكن لا تهون المحبة بل يتوه، ثم يرجع ليسلك طريقًا لا يعرف سواه.