"وإن غبت سنة، أنا برضو أنا، لا أقدر أنساك، ولا ليا غنى."
غنى عم سيد، وتعالت الأصوات والصحيات في لا كومت. هنا دنيا غير الدنيا حيث تخلع دنياك على الباب وتقدم لك مريم دنيا جديدة. عبرت موسيقى المحل المواجهة الصاخبة الجدران، وعبرت موسيقى عم سيد من دنيا لأخرى، لتذكرك بما مضى، تتساءل هل كان الفراق حقًا أم ضربًا من جنون الحياة، وعلى الأرجح كان الأول.
كثيرًا ما أقف لأتأمل حال دنيا غير الدنيا، كل ثانية تمر تفتح بابًا لعالم مختلف من الاحتمالات لما قد تكون عليه الحياة، ولكن أظل ماسكًا نفس الخط على قول سائقي الميكروباص. أتشبث به، وانا عالم تمام العلم أن الطريق انتهى بالفعل، رحل الحضور وأزيلت الفراشة، ولكن ما زلت واقفًا على نفس الكرسي، أرقص نفس الرقصات، نزولي عنه يعني الإعلان الرسمي والنهائي لنهاية القصة، وعليه أرقص، وأرقص وأرقص، ما هو غصب عني أرقص!
لآخر الزمان سأظل أرقص، ذاكرًا نفس النغمات، كيف تمايلنا وكيف جمعتنا نفس الضحكات. كرسيي سيظل وحيدًا وسط الشارع، ليظل شاهدًا على الذكرى، وشاهد قبر ما كان من الممكن أن يكون.